الحمد لله
غافر الذنب، و قابل التوب، شديد العقاب، الفاتح للمستغفرين الأبواب،
والميسر للتائبين الأسباب والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد:
غافر الذنب، و قابل التوب، شديد العقاب، الفاتح للمستغفرين الأبواب،
والميسر للتائبين الأسباب والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد:
شروط التوبة الصادقة:
أخي الحبيب اختي الحبيبه:
وللتوبة الصادقة شروط لا بد منها حتى تكون صحيحة مقبولة وهي:
أولاً: الإخلاص لله تعالى: فيكون الباعث على
التوبة حب الله وتعظيمه ورجاؤه والطمع في ثوابه، والخوف من عقابه، لا
تقرباً الى مخلوق، ولا قصداً في عرض من أعراض الدنيا الزائلة، ولهذا قال
سبحانه: إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك
مع المؤمنين [النساء:146].
ثانياً: الإقلاع عن المعصية: فلا تتصور صحة التوبة مع الإقامة على المعاصي
حال التوبة. أما إن عاود الذنب بعد التوبة الصحيحة، فلا تبطل توبته
المتقدمة، ولكنه يحتاج الى توبته جديدة وهكذا.
ثالثاً: الاعتراف بالذنب: إذ لا يمكن أن يتوب المرء من شئ لا يعده ذنباً.
رابعاً: الندم على ما سلف من الذنوب والمعاصي: ولا تتصور التوبة إلا من
نادم حزين آسف على ما بدر منه من المعاصي، لذا لا يعد نادماً من يتحدث
بمعاصيه السابقة ويفتخر بذلك ويتباهى بها، ولهذا قال : { الندم توبة }
[رواه حمد وابن ماجة وصححه الألباني].
خامساً: العزم على عدم العودة: فلا تصح التوبة من عبد ينوي الرجوع الى
الذنب بعد التوبة، وإنما عليه أن يتوب من الذنب وهو يحدث نفسه ألا يعود
إليه في المستقبل.
سادساً: ردّ المظالم إلى أهلها: فإن كانت المعصية متعلقة بحقوق الآدميين
وجب عليه أن يرد الحقوق إلى أصحابها إذا أراد أن تكون توبته صحيحة مقبولة
؛ لقول الرسول : { من كانت عنده مظلمة لأحد من عرض أو شئ فليتحلله منه
اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أُخذ منه بقدر
مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أُخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه } [رواه
البخاري].
سابعاً: أن تصدر في زمن قبولها: وهو ما قبل حضور الأجل، وطلوع الشمس من
مغربها، وقال : { إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر } [رواه أحمد
والترمذي وصححه النووي]. وقال: { إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء
النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها }
[رواه مسلم].
علامات قبول التوبة
أخي الحبيب اختي الحبيبه:وللتوبة علامات تدل على صحتها وقبولها، ومن هذه العلامات:
1- أن يكون العبد بعد التوبة خيراً مما كان قبلها:
وكل إنسان يستشعر ذلك من نفسه، فمن كان بع التوبة مقبلاً على الله، عالي
الهمة قوي العزيمة دلّ ذلك على صدق توبته وصحتها وقبولها.
2- ألا يزال الخوف من العودة إلى الذنب مصاحباً له: فإن العاقل لا يأمن
مكر الله طرفة عين، فخوفه مستمر حتى يسمع الملائكة الموكلين بقبض روحه:
ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون [فصلت:30]، فعند
ذلك يزول خوفه ويذهب قلقه.
3- أن يستعظم الجناية التي تصدر منه وإن كان قد تاب منها: يقول ابن مسعود
رضي الله عنه: { إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه،
وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مرّ على أنفه، فقال له هكذا }. وقال بعض
السلف: (لا تنظر الى صغر المعصية ولكن انظر الى من عصيت).
4- أن تحدث التوبة للعبد انكساراً في قلبه وذلاً وتواضعاً بين يدي ربه:
وليس هناك شئ أحب الى الله من أن يأتيه عبده منكسراً ذليلاً خاضعاً مخبتاً
منيباً، رطب القلب بذكر الله، لا غرور، ولا عجب، ولا حب للمدح، ولا معايرة
ولا احتقار للآخرين بذنوبهم. فمن لم يجد ذلك فليتهم توبته، وليرجع الى
تصحيحها.
5- أن يحذر من أمر جوارحه: فليحذر من أمر لسانه فيحفظه من الكذب والغيبة
والنميمة وفضول الكلام، ويشغله بذكر الله تعالى وتلاوة كتابه. ويحذر من
أمر بطنه، فلا يأكل إلا حلالاً. ويحذر من أمر بصره، فلا ينظر الى الحرام،
ويحذر من أمر سمعه، فلا يستمع الى غناء أو كذب أو غيبة، ويحذر من أمر
يديه، فلا يمدهما في الحرام، ويحذر من أمر رجليه فلا يمشي بهما الى مواطن
المعصية، ويحذر من أمر قلبه، فيطهره من البغض والحسد والكره، ويحذر من أمر
طاعته، فيجعلها خالصة لوجه الله، ويبتعد عن الرياء والسمعة.
احذر التسويف
أخي الحبيب اختي الحبيبه:إن
العبد لا يدري متى أجله، ولا كم بقي من عمره، ومما يؤسف أن نجد من يسوّفون
بالتوبة ويقولون: ليس هذا وقت التوبة، دعونا نتمتع بالحياة، وعندما نبلغ
سن الكبر نتوب. إنها أهواء الشيطان، وإغراءات الدنيا الفانية، والشيطان
يمني الإنسان ويعده بالخلد وهو لا يملك ذلك. فالبدار البدار... والحذر
الحذر من الغفلة والتسويف وطول الأمل، فإنه لولا طول الأمل ما وقع إهمال
أصلاً.
فسارعو الى التوبة، واحذرو التسويف فإنه ذنب آخر يحتاج الى توبة، والتوبة
واجبة على الفور، فتوبو قبل أن يحضر ألاجل وينقطع ألامل، فنندم ولات ساعة
مندم، فإنا لا ندري متى تنقضي أيامنا، وتنقطع أنفاسنا، وتنصرم ليالينا.
توبو قبل أن تتراكم الظلمة على قلوبكم حتى يصير ريناً وطبعاً فلا يقبل
المحو، توبو قبل أن يعاجلكم المرض أو الموت فلا تجدو مهلة للتوبة.
لا تغتر بستر الله وتوالي نعمه
أخي الحبيب اختي الحبيبه:بعض الناس
يسرف على نفسه بالذنوب والمعاصي، فإذا نُصح وحذّر من عاقبتها قال: ما
بالنا نرى أقواماً يبارزون الله بالمعاصي ليلاً ونهاراً، وامتلأت الأرض من
خطاياهم، ومع ذلك يعيشون في رغد من العيش وسعة من الرزق. ونسي هؤلاء أن
الله يعطي الدنيا لمن يحب ومن لا يحب، وأن هذا استدراج وإمهال من الله حتى
إذا أخذهم لم يفلتهم، يقول : { إذا رأيت الله يعطي العبد في الدنيا على
معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج، ثم تلا قوله عز وجل: فلمّا نسوا ما
ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كل شئ حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة
فإذا هم مبلسون، فقُطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله ربّ العالمين }
[رواه أحمد وإسناده جيد].
أخي الحبيب اختي الحبيبه:فِرو
الى الله بالتوبة، فر من الهوى... فرو من المعاصي... فرو من الذنوب... فرو
من الشهوات... فرو من الدنيا كلها... وأقبلو على الله تائباين راجعين
منيباين... اطرقو بابه بالتوبة مهما كثرت ذنوبكم، أو تعاظمت، فالله يبسط
يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، فهلمّ
أخي الحبيب واختيي الحبيه الى رحمة الله وعفوه قبل أن يفوت الأوان.
أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم من التائبين حقاً، المنيبين صدقاً، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الثلاثاء 2 أغسطس 2011 - 4:27 من طرف زائر
» بوسه وغمزه وقلم
الأحد 31 يوليو 2011 - 16:28 من طرف mahmoud2012
» كيفية رسم المنظور الهندسى ورسم المساقط الثلاثه بسهوله 2010
الثلاثاء 12 أكتوبر 2010 - 22:22 من طرف الطوباسي
» اليكم المساعده فى الرسم الهندسى وكل ما يخصة بأذن الله تعالة
الأربعاء 29 سبتمبر 2010 - 11:35 من طرف TIGER 1
» سرقه الكام الياهو من دون علم صاحبها
الأحد 27 يونيو 2010 - 23:32 من طرف قمر الليالى
» الرابط الاول لفلم الكرتون بيت الاشباح
الأحد 27 يونيو 2010 - 23:06 من طرف قمر الليالى
» موضوعك الأول
الأحد 27 يونيو 2010 - 22:45 من طرف قمر الليالى
» الصداقة الأبدية
الأحد 27 يونيو 2010 - 22:39 من طرف قمر الليالى
» بالصورة شرح اداة avast! Virus Cleaner لاازالة الفيروسات بشكل اتوماتيكى
الثلاثاء 30 مارس 2010 - 0:25 من طرف نونة